الإصلاحيات المركزية.. أيادي النزلاء تصنع مستقبلا مشرقا

#وزارة_الداخلية
#الإعلام_الأمني_اليمني
20 ذو القعدة 1445هـ

تقرير : محمد الحاضري
لم تعد الإصلاحيات المركزية سجونا للعقاب كما كانت السابق، بل أصبحت مؤسسات لإصلاح وتأهيل وتدريب النزلاء، وإكسابهم مهن وحرف في كثير من المجالات التي يتطلبها سوق العمل وتوفير فرص عمل لهم تمكنهم من الحصول على عمل كريم سواء طوال فترة بقائمهم في الإصلاحيات، وبعد خروجهم ليتحولوا إلى أفراد منتجين يعيلون أنفسهم وأسرهم ويفيدون مجتمعهم.

بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م، وعلى الرغم من ظروف العدوان والحصار المفروض على بلادنا، أصبحت اليمن من الدول القلائل في العالم التي ترعى النزلاء خلال بقائهم وقضاء فترة أحكامهم في الإصلاحيات، وتوفر لهم فرص للتعليم والتدريب والتأهيل ليتمكنوا من الحصول على عمل ومصدر دخل يقيهم الفقر ويحولهم إلى أفراد منتجين صالحين في المجتمع.

ويوضح اللواء إسماعيل المؤيد رئيس مصلحة التأهيل والإصلاح، أن من الأنشطة التي تنفذها المصلحة في الإصلاحيات تأهيل النزلاء وتحويلهم إلى أشخاص منتجين يستطيعون أن يعيلوا أسرهم وهم داخل الإصلاحية، منوها إلى أن المصلحة أقامت عدة معامل في الإصلاحيات منها معامل الألمونيوم والنجارة والحديد والمفروشات والحياكة والخياطة والتطريز والجلديات والمستلزمات العسكرية.. وغيرها، لتشجيعهم على العمل والإنتاج وإكسابهم مصادر رزق جيده.

ويشير إلى أن المصلحة تقوم كذلك بتسويق منتجات النزلاء للمجتمع، مؤكدا مواصلة العمل على رعاية وتأهيل السجناء، وتطوير آليات عمل الإصلاحيات والسجون الاحتياطية لما فيه تحقيق أهدافها الإنسانية.

وفي هذا المسار وكثمرة لجهود الإصلاحيات المركزية على أرض الواقع، وتنفيذا لموجهات قيادة الثورة ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي افتتح معالي وزير الداخلية اللواء عبدالكريم أمير الدين الحوثي المعرض الدائم الذي أقامته مصلحة التأهيل والإصلاح للمنتجات المصنعة بأيادي النزلاء في الورش والمعامل داخل الإصلاحيات.

[منتجات عالية الجودة]

ويحتوي المعرض على منتجات عالية الجودة يظهر عليها الإتقان والإبداع من المفروشات والأثاث والنجارة والحدادة والألمونيوم، والجلديات والملبوسات والخياطة والحياكة والتطريز والبخور والعطور.. وغيرها من المنتجات التي بإمكان الناس شراءها من المعرض بكل سهولة ويسر وبأسعار مناسبة ومخفضة.

ووصف وزير الداخلية ما شاهده في المعرض “بالجيد والمبهر”، مضيفا أنه سيكون للمعرض دور كبير في رفد كفاءات النزلاء وتسويق منتجاتهم ليعود عليهم بالفائدة حاليا، وعند خروجهم من الإصلاحيات، داعيا الجميع إلى الإقبال على الشراء من المعرض، مؤكدا أن الوزارة ومنتسبيها سيبذلون ما بوسعهم في سبيل إنجاح المعرض، لافتاً إلى أن من شأن تسويق المنتجات أن يوفر مصادر دخل للسجناء، تساهم في إعالة ذويهم.

[ إصلاحيات لا سجون]

لم تعد أماكن الاحتجاز كما كانت لعقود سجونًا لتنفيذ فترة العقوبة والأحكام القضائية بل أصبحت إصلاحيات تساعد النزلاء فيها على تقويم أنفسهم وتصحيح أخطائهم وتحويلهم إلى أفراد صالحين يحملون قيم الإيمان والإسلام السمحة، ويملكون بأيديهم معاول البناء لهم ولأسرهم ولمجتمعهم، ويوضح العميد يحيى صلاح مدير عام الإصلاحية المركزة بالأمانة، في تصريح لبرنامج “الحراس” أن جهود المصلحة في هذا المجال تأتي في إطار توجيهات قيادة الثورة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وكذلك قيادة وزارة الداخلية للاهتمام وتأهيل النزلاء بحيث تكون الإصلاحيات المركزية، تأهيل وإصلاح” لا سجون.

ويشير إلى نه في مجال الإنتاج وإكساب النزلاء مهارات ومهن، يتدرب النزيل ثم يلتحق بمجال العمل الذي يميل إليه ولديه القدرة على الإبداع فيه ليتحول إلى شخص منتج.

ويؤكد صلاح أن النزلاء ينفذون أعمالهم ويصنعون المنتجات بمهارة وجودة عالية، وأصبحوا يمتلكون خبرات كثيرة في اختصاصاتهم وبإمكانهم تنفيذ أي أعمال كقطع الأثاث ومطابخ ألمونيوم بحسب طلب الزبائن والعملاء، وبمجرد إعطائهم صورة للمنتج المطلوب يقومون بعملها بإتقان شديد، وبأسعار منافسة، ويضيف أن المعول من الإصلاحيات أن يخرج النزيل المتواجد فيها وقد تحول إلى شخص يعول ويهتم بأسرته.

بدوره يقول رئيس قسم التدريب المهني لدى المصلحة هاشم المؤيد لبرنامج “الحراس” “أن النزيل عندما يدخل الإصلاحية يترك خلفه أسرة، ويجب علينا إصلاحه لكي يكون فاعلا ويعود إلى المجتمع إنسانا صالحا”، مشيرا إلى أن المصلحة تقوم بتنمية المهارات وإكساب السجين مهنة تكون مصدر رزق له سواء كان في الإصلاحية، أو في المستقبل عند الإفراج عنه، يتمكن من إعالة نفسه وأسرته بالحلال.

تجدر الإشارة هنا إلى أن افتتاح معرض منتجات نزلاء الإصلاحيات والبيع المباشر للمواطنين تتطلب من المجتمع التفاعل معها والمساهمة في إنجاحها والإقبال على الشراء من المعرض، كون ذلك يشكل عاملا مهما في تشجيع النزلاء على العمل والإنتاج واكتساب الرزق الحلال، والابتعاد عن ذنوب الجريمة والانحراف، خصوصا أن المعرض يقع “بالقرب من جولة الحباري والساعة في الحصبة” في قلب العاصمة صنعاء وبالإمكان زيارته والوصول إليه بسهولة، وتتميز منتجاته بالجودة والأسعار المنافسة.