لهم الأمن.. الرسالة الأمنية الأقوى: أن ما بعد ثورة 21 سبتمبر ليس كما قبلها
بقلم/ يونس غازي
لقد كان للعرض المهيب “لهم الأمن” الذي أقامته وزارة الداخلية بميدان السبعين أبعاده ودلالاته في إيصال الرسالة إلى الأعداء أن ما وصلت إليه وزارة الداخلية من تطوير وبناء وتصحيح للوضع والأداء الأمني استطاعت من خلاله التغلب على كل مخططات دول العدوان وأدواتها في تحقيق أي اختراق أمني.
ليس هذا فحسب بل تمكنت الداخلية من أفشال المخططات، إلى جانب ما مني به العدو من فشل ذريع في المواجهات العسكرية.
كان لإطلاله قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله-، من خلال الكلمة التي تخللت هذا العرض الأمني أبعادها ودلالاتها على المستوى الداخلي والخارجي والذي سيحسب لها العدو الف حساب، إذ عززت هذه الكلمة من فاعلية هذا العرض ووقع صداه على دول العدوان وأدواتهما في المنطقة والذي التزم البعض منها بالصمت والبعض لم تستطيع أن تكبت جام غضبها لما وصلت إليه الأجهزة الأمنية من تقدم محرز على أرض الواقع، فسعت إلى الاعتراف بما أحرزته وزارة الداخلية بصنعاء من تقدم في الجبهة الداخلية في المحافظات الحرة بعكس ما هو حاصل اليوم في المناطق المحتلة، والتي عجزت دول العدوان وأدواتها ومرتزقتها من تحقيقه ولو ليوم وأحد في أن تحظى بقدر ولو بسيط من احترام المواطنين اليمنيين الذين فقدو الأمل فيها.
لقد وصل العدو ومعه أدواته من المرتزقة والمنافقين ومن خلفهم المجتمع الدولي إلى حال من اليأس والإحباط وأدركوا أن تحقيق أي خطوة في الميدان سواء العسكري أو الأمني مستحيل، مما أضطرها إلى البحث عن هدنة تحفظ لها ولو قليل من ماء الوجه.
وبالتأكيد فإن الهدنة الأممية تخفي في طياتها النصر العظيم الذي حققته قوات صنعاء على المستوى الأمني والعسكري، والتي تعكس حجم التضحيات التي أثمرت نصراً وقوة من قبل المؤسستين الأمنية والعسكرية بفضل وجود القيادة والمنهج والأمة التي تستطيع بتكاملها تحقيق الصمود الأسطوري الذي تتحطم على جداره كل مخططات ومكائد الأعداء.
عقيدة قتالية
لقد كان حاضراً في هذا العرض المهيب التكامل ما بين الأمة (قيادة ومنتسبي وزارة الداخلية) والمشروع القرآني والقيادة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- في أنصع صورها، فقد كان للحضور الفاعل من قبل منتسبي وزارة الداخلية بمختلف وحداتها في هذا العرض المهيب، واهتمام قيادة الوزارة ممثلة بمعالي وزير الداخلية اللواء عبدالكريم أمير الدين الحوثي في التطوير والبناء والتأهيل المستمر التأهيل الإيماني والتربوي من منطلق منهاج المسيرة القرآنية، بالغ الأثر على تصحيح واقعها من الإرث التاريخي الذي خلفه الخونة والعملاء من الأنظمة والحكومات السابقة والذي انعكس سلباً على واقع أجهزة الشرطة ومنتسبيها.
عملت وزارة الداخلية على إعادة بناء هذه القوات وتأهيلها التأهيل الإيماني والقانوني إلى جانب المتابعة الحثيثة والمستمرة من قبل قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله-، وانعكس ذلك إيجابا على أداء هذه القوات الأمنية في الميدان ما بعد ثورة 21 من سبتمبر 2014، بل ولمس أثره المواطن في الواقع العملي.
رصيد من الإنجازات
على الرغم من الاستهداف الممنهج من قبل دول العدوان وأدواتهما ومرتزقتها من الخونة والعملاء منها ما هو استهداف مباشر من قبل القصف الجوي لكل البنى التحتية لوزارة الداخلية بصنعاء بمقراتها الأمنية المختلفة وصولاً إلى قصف الإصلاحيات والسجون بمن فيها من النزلاء في حالة تعكس مدى الحقد الدفين من قبل الأعداء؛ إلا إن وزارة الداخلية كان لها رصيدها من الإنجازات الأمنية عملت من خلالها على إحباط المخططات الإجرامية والخلايا المنظمة التي كان يقف ورائها العدو وهو ما أشاد به السيد القائد خلال هذا العرض المهيب.
وإذا ما أخذنا هذه الإشادة بعين الاعتبار وتحويلها إلى أرقام فإن إنجازات وزارة الداخلية خلال سنوات العدوان بلغت 200 الف 353 إنجازاً أمنياً، كما تم ضبط مئات المخططات الإجرامية كان العدو قد حركها ومولها في المناطق الحرة، منها المخطط التخريبي في منطقة حجور محافظة حجة وكذا المخطط التخريبي في منطقة عتمة محافظة ذمار وكذا العديد من المخططات التخريبية في محافظة البيضاء، إلى جانب تفكيك أكثر من 3 آلاف عبوة ناسفة كانت معده لتفجير من قبل أدوات العدو، والقبض على 565 خلية منظمة، أما في مجال المخدرات ضبطت الشرطة 11 ألف و396 جريمة.
إن ما أشار اليه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بشأن ما حققته وزارة الداخلية من إنجازات أمنية استطاعت من خلالها إحباط مخططات الأعداء وإفشالها، وبالتالي فشل العدو الذريع في استهداف وزعزعه الأمن والاستقرار في المجتمع، إلى جانب فشله في المعركة العسكرية، والذي يشير إلى ثقة القيادة الثورية أيضاً بأن وزارة الداخلية بقيادتها ومنتسبيها قادرة ليس فقط على تحقيق الأمن والاستقرار في المناطق الحرة، بل وبقية المناطق المحتلة أيضا.
ولاء الأمة وثقة القائد:
لقد عزز الحضور الفاعل لوزارة الداخلية بوحداتها ومنتسبيها خلال العرض المهيب لوزارة الداخلية “لهم الأمن” إلى جانب العروض التي أقيمت من قبل مختلف المناطق العسكرية بوزارة الدفاع من ثقة السيد القائد من فاعلية وإمكانية تفعيل هذه القوات ليس فقط تحقيق الأمن والاستقرار للجمهورية اليمنية بكل جغرافيتها، وكل المكتسبات لهذا البلد، وتحقيق السيادة على كامل الرقعة الجغرافية اليمنية، بل أيضاً إمكانية تفعيلها في تحقيق أمن بقية شعوب الأمة العربية والإسلامية وتحقيق الأمن الإقليمي، ونقل التجربة الأمنية اليمنية إلى بقية الدول الإقليمية، وأن القيادة أيضا لديها الرغبة في الانخراط في أي تحالفات إقليمية تحقق أمن الأمة العربية والإسلامية، وهذا ما اكد عليه أيضا في خطابة بمناسبة ذكرى 21 من سبتمبر إن إي استمرار لدول العدوان في العدوان والحصار لن يقف تأثيراته عند الحدود اليمنية بل سيتعداها إلى الدول الإقليمية والدولية، وأي تطورات للملف اليمني سوف يكون له التبعات والتأثيرات على التحركات والقواعد الأمريكية في المنطقة البرية والبحرية، وأن محور المقاومة اليوم على أهبة الاستعداد لمواجهة مباشرة مع العدو الأمريكي والإسرائيلي وأدواتهما في المنطقة، بل وسيتم اجتثاث هذا الوجود المهدد للأمة العربية والإسلامية من الوجود، وهذه كانت رسائل ضمنيه للعدو من قبل القيادة الثورية، والمتزامنة مع التحركات الأمريكية المرتبكة في المنطقة من خلال مبعوثها الخاص لليمن، وإدراكها بأن الهيمنة الأمريكية على اليمن قد ولت من خلال ثورته 21 من سبتمبر.