كيف نكون ممن (وما بدلوا تبديلا)
بقلم/ أحمد محمد الإمام *
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله ..
عظم الله أجر شعبنا اليمني العظيم المظلوم في مصاب من نحيي ذكراهم وهم الشهداء الأحرار .
يقول الله سبحانه وتعالى (مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن یَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبۡدِیلࣰا) صدق الله العظيم.
إن من أهم ما يجب تذكره في الذكرى السنوية للشهيد هو قوله تعالى (وما بدلوا تبديلا ) لنقف مع أنفسنا لنتسائل إن كان هذا الوصف ينطبق علينا .. أم أننا قد نكون ممن بدلوا تبديلا .. وما خطورة التبديل؟ وكيف نحافظ على انفسنا من التبديل ؟ ، هل حافظنا على ناهج الشهداء واستمسكنا به أم أننا استبدلناه بنهج آخر ؟
نجد أن الله سبحانه جعل أعظم أمة واقدس أمة وأشرف أمة هي الأمة التي تعشق الجهاد والاستشهاد وجعل الشهادة وسام يقلده الأحرار وهم في ميادين التضحية والإستبسال، فبدماء الشهداء الطاهرة الزكية تذوقنا طعم الحرية في زمن الإستذلال والقهر والهوان.
والذكرى السنوية للشهيد إنما جُعلت لنستذكر عظمة الشهداء .. لنتعرف على وما تركوه للأجيال من بعدهم، و لندرك واجبنا تجاه تضحياتهم.
فالشهداء لعظمتهم عند الله جعلهم أحياء، فهم الذين لا يموتون أبدا، هم من قهروا الموت بتقديم أنفسهم قرابين لله لكي تعيش الأمة في أمان، وتنعم بالحرية.
فبدماء الشهداء استطاع الشعب اليمني أن يفشل كل المؤامرات التي كانت ولاتزال تحاك ضده من قبل الأنظمة الغربية التي تسعى لفرض الوصاية والهيمنة عليه كما هو حال المناطق المحتلة.
ولذلك في مقابل ما قدمه الشهداء من تضحيات لها ثمارها العظيمة يجب علينا أن نكون ممن قال الله عنهم “وما بدلوا تبديلا”
.. ما بدلوا تبديلا في روحياتهم الجهادية.
وما بدلوا في ثباتهم في صمودهم في وجه الطغيان..
ما بدلوا في تمسكهم بمبادئ وقيم دينهم التي من اجلها ضحى الشهداء
ما بدلوا في الحفاظ على شعبهم وامتهم من الظلم والضلال.
لأنهم يعرفون أن الشهداء تركو حمل المسؤولية على عاتقهم فمن بعد رحيل الشهداء وتحرير الأرض من دنس الطغاة دور من يأتي ؟
أليس هو دور من ينتظر وفي مقدمتهم رجل الأمن الذي يقع على عاتقه مسؤلية حماية الأمة من الوقوع في الجريمة وتحصينها من كل عوامل الفساد.
فكيف يجب أن يكون رجل الأمن حتى يصبح من الذين ما بدلوا تبديلا ؟
نلخص الإجابة في عدة نقاط كالتالي :
أولا : تقديم النموذج القرآني في أداءنا العملي .. يقول الله سبحانه (وَكَذَ ٰلِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰاۗ )
ثانيا: معرفة أن أي خلل يشوب تعامل رجل الأمن مع المجتمع كالظلم أو القهر او الإبتزازد أو أي شكل من اشكال التعالي على الناس .. فكل ذلك يعد خيانة لدماء الشهداء .، وهذه هي خطورة التبديل فأنت بتصرفك الشاذ الغير سوي تدمي قلوب المستضعفين وتشفي صدور الظالمين
ثالثا : أن لا نسمح لأي عابث أو متهور بأن يخون دماء الشهداء بل يجب علينا أن نقف سدا منيعا أمام تصرفاته ومخالفاته وأن نواجهها بكل ما نستطيع من الوسائل والطرق وفي مقدمتها إتمام الحجة عليه بالتذكير ، بالهدى .. وآخر العلاج الكي
رابعا: التذكر الدائم للشهداء فالكثير من رجال وزارة الداخلية ممن عايشوا الشهداء العظماء ومنهم من شارك معهم في قتالهم وشارك في تشييعهم فالحذر الحذر من السقوط في أي من اشكال التبديل .. فانت عندما لا تهتم بالقران وهدى القرآن، وتجعل له أولوية في عملك فأنت تبدل.
وعندما تهمل وتقصر في القيام مسؤوليتك فانت تبدل، وعندما تخمد روحيتك الجهادية ويطغى عليك حب المقامات ويتغير عندك فهم القضية التي تحرك من أجلها الشهداء فانت تبدل.
وعليك حينها أن تعرف أن الله سيستبدل.
///
* عضو رابطة علماء اليمن