غزة .. شعائر العيد فوق أكوام الخذلان
#وزارة_الداخلية
#الإعلام_الأمني_اليمني
11 ذو الحجة 1445هـ
بقلم / محمد القيداني
أقامت غزة الصامدة الصابرة المحتسبة شعائر صلاة عيد الأضحى المبارك فوق أكوام الدمار والخذلان العربي بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره بعد تسعة أشهر من عدوان صهيوني ظالم .
فتذكرت قصيدة الشاعر أبو الطيب المتنبي حين قال في مطلعها عيد بأي حال عدت يا عيد .. بما مضى أم بأمر فيه تجديد .. فتخيلوا لو تنبأ أحمد بن حسن الكندي ( المتنبي) ما يحدث في غزة اليوم لجادت قريحته بقصائد بالستية .
أدى أهل غزة شعائر عيد الأضحى هذا العام، وقد أبيدت كثير من الأسر، و وفقد آلاف أطفال ذويهم، وترملت وثكلت الكثير من النساء، وصارت ديارهم إكواماً من الأنقاض، فيظل خذلان عربي منقطع النظير .
احتجبت جيوش العرب في مخادعها وتخلت بكل بساطة، عن قيم الشرف والنخوة وسقطت من كشوفات الإخاء والعقيدة، وفضلت التواري عن الأنظار بعد أن اغتصب شرف بزاتها العسكرية، أنظمة عفنة ما أنزل الله بها من سلطان .
أنظمة ألفت سياط وليها القابع في دهاليز البيت الأسود بواشنطن، أو في عاصمة الضباب وبقية عواصم الغرب.
أقام أهالي غزة شعائرهم وهم شم الأنوف لا يأبهون بالموت مع علمهم ويقينهم بأن بعضهم راحل عن الدنيا خلال أو عقب صلاة العيد في أي غارة لطيران الصهاينة.
أقاموا شعائر العيد، وهم يبحثون بين أكوام الدمار عن أشلاء قريب فقد، وعن قطعة قماش ممزقة تقيهم لهيب الشمس لصيف لاهب .
كبّروا مهللين ملبين متضرعين لله لا يأبهون بمن خذلهم ولا ما أصابهم من لأواء .. ولجيوش العرب مزابل التاريخ الذي سيدون بأحرف من نور صمود أهلنا في غزة .
غزة .. وحدها عاشت عيد الأضحى وهي تنزف دماء وتلملم أوجاعها بصمت وإباء .. وهي وحدها من اختفى عنها ذباحة أضاحي العيد واكتفت بتقديم دمها بسخاء في معركة الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات، تلك الدماء التي نزفها ما يقارب من 150 ألف شهيد وجريح.
ستنتصر المقاومة بغزة وما انبثق من رحم ظلام الأمة من محور المقاومة وستكون دماء أهل غزة وبالا على تلك الأنظمة العفنة بالعمالة والعري والأيام كفيلة بإثبات ذلك .. شكرا لسعة صدوركم .