قائد الثورة يسلط الضوء على الدعم الالهي للمؤمنين ويحذر من عواقب التراجع
#الإعلام_الأمني_اليمني
20 رمضان 1441 هـ
13 مايو 2020 م
لليوم الثالث على التوالي، واصل قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي تسليط الضوء على غزوة بدر الكبرى في 17 من شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة، مركزاً في محاضرته الـ 19على الدعم الالهي للمؤمنين خلال هذه المعركة.
وبدأ قائد الثورة محاضرته بسرد اللحظات التي عاشها المسلمون قبيل المعركة وتحديداً منذ وصولهم إلى وادي بدر، حيث سبقهم الأعداء الى حافة الوادي، وسيطروا على آبار المياه الموجودة في الوادي وبالقرب منه، في حين وصل المسلمون مساءاً واستقروا وعسكروا في حافة الوادي الأقرب إلى المدينة، وبقوا ليلتهم تلك استعداداً للمعركة ، مشيراً الى الوضع النفسي القلق تجاه المعركة المقبلة، والذي تبدد بعد ان اتجه المسلمون إلى الله -سبحانه وتعالى-، والتجأوا إليه، واستغاثوه، وطلبوا منه النصر، والمعونة والتثبيت.
وقد تجلى الدعم الالهي للمؤمنين عندما استغاثوا الله – بقوله جلَّ شأنه-: {فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}، ولفت السيد الى ان التعزيزات التي وصلت المسلمين هي بعدد يفوق عددهم أضعافاً مضاعفة، حيث عدد المسلمين كان لا يزيد على ثلاثمائة شخص ، مؤكداًأنَّ من أهم لوازم المعركة هو الالتجاء إلى الله والاستعانة به لان ذلك يساعدهم للتحرك في ميدان الصراع بمعنويات عالية، بطمأنينة، بثبات، وسيساعدهم على الانتصار في المعركة.
وركز السيد القائد على نقطةٍ مهمةٍ تتمثل في ان هذا المدد من الملائكه جاء بمثابة بشارةً، ومؤشر تعزز الأمل بالنصر، وتقدِّم للمسلمين البشرى بأنَّ النصر الكبير آتٍ.
ولفت الى ان البعض عندما تصلهم أنواع معينة من السلاح، او إمكانات وقدرات معينة، قد يطمئنون إليها بأنها هي ستساعدهم على حسم المعركة وكسبها، فيقِل التجاؤهم إلى الله، ويضعف شعورهم بالاعتماد والالتجاء إلى الله -سبحانه وتعالى-، مؤكداً ان ذلك يؤثر سلباً على واقع المعركة، فتكون النتيجة هي أن يخسروا وأن يتراجعوا وأن يفشلوا في تلك المهمة العسكرية.
وشدد السيد في هذا السياق انه في حال توفر التعزيزات وإمكانات والقدرات، ومهما كانت الترتيبات الا أن الاتجاء إلى الله، والشعور بالافتقار إلى الله -سبحانه وتعالى-، لا بد وان يكون هو الاهم في نفوس المجاهدين، انطلاقا من قوله تعالي: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}.
ومن تجليات الدعم الالهي التي اوردها السيد عبدالملك الحوثي ما جاء في قوله تعالى:{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ}[الأنفال: الآية11]، مبيناً انه بعد وصول المسلمون إلى منطقة بدر كانوا بحاجة إلى أن يشعروا بالاطمئنان، وأن يأخذوا قسطاً من الراحة؛ ليستعدوا للمعركة في اليوم الثاني، مشيراً الى ان الله -سبحانه وتعالى- منحهم من السكينة ومن الاطمئنان ما ساعدهم على أن يحظوا بهذه الراحة المطلوبة، والتي توفرت لهم عن طريق النعاس الذي أمدَّهم الله به، والنعمة الأخرى التي أمدهم الله بها، ومثَّلت أيضاً جزءاً من هذا الإمداد، من هذه الرعاية، إنزال المطر كون الأعداء كانوا قد سبقوهم إلى آبار المياه:
كما استفاد المسلمون من الامطار في الطهارة {لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}، والاغتسال وللنظافة، وليذهب رجز الشيطان: ووساوسه القذرة؛ المترتبة عن سيطرة العدو على الماء.وهناك فائدة اخرى في انزال الامطار فهي وسيلة للربط على القلوب، حيث يحتاج الإنسان في ميدان الصراع إلى الربط على قلبه، ليبقى متماسكاً، وثابتاً ورابط الجأش؛ وحتى لا يعيش حالة الاضطراب والقلق في قلبه التي تؤثر عليه حسب ما اكد السيد القائد.
واشار السيد الى ان المطر ساهم كذلك في تغيير الوضع في ميدان المعركة نفسه، حيث تحول الميدان إلى مكان متماسك، مكان ثابت، مكان صُلب؛ نتيجةً للمطر، مؤكداً ان هذه كانت نعمةً كبيرة، تأتي ضمن كل الظروف المساعدة على الانتصار.
وعن هذه الظروف التي هيأها الله للمصلمين اكد السيد عبدالملك الحوثي ان هذا فيه درسٌ مهمٌ لنا: أن الله -سبحانه وتعالى- يتدخل ويمنُّ برعاية واسعة، ويهيئ الكثير من الظروف والعوامل التي تساعد على الانتصار، والتي توفر من خلالها الظروف المساعدة للإنسان في موقفه.
ومضى السيد في توضيح مجريات المعركة انطلاقا من قول الله -جلَّ شأنه-: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}[الأنفال: الآية12]، مؤكداً انه مع بداية المعركة كان الله -سبحانه وتعالى- مواكباً للمعركة لحظةً بلحظة، وبقيت رعايته مستمرة ومواكبةً لمجريات المعركة مبيناً ان المهمة الأساسية للملائكة كانت هي: التثبيت للذين آمنوا في هذه المعركة، عن طريق تعزيز الروح المعنوية، بالاضافة الى الدعم والمعونة من الله -سبحانه وتعالى- بإلقاء الرعب في قلوب الأعداء، وهذه الحاسمة، هذه الضربة الحاسمة التي يأتي بها النصر.
كما وجه المولى عز وجل المؤمنين أن يضربوا ضربات مُنَكِّلة بالعدو؛ باعتبارها من العوامل المهمة التي تساعد على تحقيق النصر.
وعن سبب وقوف الله مع بعض عباده وتركه للبعض الاخر، اشار السيد القائد الى قوله تعالى -: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ}[الأنفال: 13-14]، حيث يوضح السيد ان سخط الله على البعض قد يصل إلى هذا المستوى، بينما يمنح عباده المؤمنين هذا النصر والتأييد، والوقوف معهم.
وتتمثل المشاقَّة لله ولرسوله بالوقوف مع الباطل ضد الحق، ومساندة الظالمين ضد المظلومين، وعندما يسعى العدو إلى محاربة من يريدون أن يبنوا أنفسهم وواقعهم على أساس منهج الله وتعليماته، وعندما تكون المعركة من هذا النوع يأتي هذا التدخل الإلهي مع الأخذ بالأسباب، ومنها الأسباب المذكورة.
واستعرض قائد الثورة عدد من الاساسيات التي يجب ان يتحلى بها المجاهدون في سبيل الله منها التصدي للاعداء والثبات في المعركة، بالاضافة الى الالتزام بما جاء في محكم الكتاب : {فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ } ، مبينا ان الله يريد لأوليائه ولعباده المؤمنين أن يتحركوا بقوة وثبات واستبسال، وان يأخذوا بأسباب النصر
ولفت الى ان الهزيمة مسألة خطيرة جدًّا؛ لأنها تمكِّن العدو، وتقدم صورة مشوهة عن الدين، وعن الحق، وفي نفس الوقت تساعد العدو، الهزيمة تمثل عاملاً مساعداً ومساهمةً تساعد العدو على التمكن من السيطرة على الأمة، وتساعد أيضاً العدو في أن يرتكب الجرائم بحق الناس، تساعد العدو عندما يتمكن أن يمارس ما يمارسه من: ظلم، وفساد، ومنكر، وباطل… فالهزيمة دعم ومساهمة لصالح الباطل، المنهزمون هم ليسوا فقط ارتكبوا جرماً في حدود فعلتهم التي شوهوا بها الدين وشوهوا بها الحق، ولكنهم قدموا أيضاً مساهمة دعموا بها الأعداء، فكأنهم مكنوا الأعداء، وكأنهم أعانوهم، وكأنهم ساهموا معهم ومكنوهم، فهي خطيرة جدًّا، عقوبتها غضب من الله -سبحانه وتعالى- في الدنيا يترتب عليه الكثير من الأشياء، ثم المأوى جهنم وبئس المصير، والعياذ بالله.