تقارير

إسقاط شبكة التجسس الأمريكية ـ الإسرائيلية.. نصر أمني استراتيجي غير مسبوق

#وزارة_الداخلية
#الإعلام_الأمني_اليمني
6 ذو الحجة 1445هـ

تقرير : محمد الحاضري
في إنجاز أمني واستراتيجي غير مسبوق ليس فقط على مستوى اليمن بل على مستوى المنطقة العربية بأكملها تمكنت الأجهزة الأمنية من تفكيك شبكة تجسس أمريكيةـ إسرائيلية يديرها جهاز المخابرات الأمريكي الـ(سي أي ايه)، تم تجنيد عناصرها خلال عقود من الزمن لاستهداف اليمن من الداخل عسكريا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا وزراعيا ودينيا وتعليما وفي مختلف المجالات.

منذ ثورة الحادي والعشرين والإنجازات الأمنية تسير في مسار تصاعدي في مواجهة أقوى أجهزة المخابرات العالمية إلى أن توجت بالكشف عن تفكيك شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية التي تعمل في البلاد منذ عقود لتدمير اليمن من الداخل وفي كل النواحي.

السيد القائد: انتصار كبير على يد الأجهزة الأمنية
هذا الإنجاز الكبير حظي بمباركة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي توجه “بالتهاني والتبريكات إلى شعبنا اليمني، وإلى أجهزته الأمنية، والجهات الرسمية، بما من الله عليه من انتصار كبير ومهم على يد الأجهزة الأمنية ومهم على يد الأجهزة الأمنية، من تفكيك شبكة تجسس خطيرة، تعمل لخدمة الأمريكي”.

ويوضح السيد القائد في رسالة التهنئة أن “البعض من عناصر الشبكة عمل لخدمة أمريكا وإسرائيل، على مدى سنوات، وتنفيذ مهمات عدائية ضد بلدنا وضد مصالح شعبنا على مدى سنوات طويلة”، مضيفا أن ذلك يكشف وجه أمريكا التخريبي والتأمري، الذي ينتهك سيادة البلدان، بل ويستغل بعض المنتسبين للمنظمات، أو للأمم المتحدة، وكذلك يتحرك تحت غطاء دبلوماسي، وتحت سواتر أخرى، مشيرا إلى أن الأمريكي يستهدف البلدان في مختلف المجالات على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وعلى كافة المستويات، مشيرا إلى أنه سيتم الحديث عن هذا الموضوع بتفصيل أكثر في كلمته يوم الخميس القادم ـ إن شاء الله.

من ناحيته، وصف الفريق الركن جلال الرويشان، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، في تصريحات تلفزيونية الإنجاز “بغير المسبوق في تاريخ الصراع الاستخباراتي”، موضحا “أن هذه الحرب أو الجبهة الاستخباراتية والمعلوماتية هي جبهة دائمة وتشمل جميع الجبهات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية”.

آلاف الوثائق تكشف تورط الشبكة
وتؤكد آلاف الوثائق والأدلة التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية أن الشبكة الأمريكية الإسرائيلية، التي عمل أعضاؤها من داخل السفارة الأمريكية “قامت بأدوارٍ تجسسية وتخريبيةٍ في مؤسسات رسمية وغير رسمية، على مدى عقود لصالح العدو، وذلك من خلال عناصرها المرتبطين بشكلٍ مباشرٍ بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ(CIA) ، التي جندت العناصر الرئيسيين في الشبكة، وعملت على تدريبهم استخباراتياً، وتزويدهم بتقنيات وأجهزة ومعدات خاصة، تمكنّهم من تنفيذِ أنشطتهم التجسسية والتخريبية في الجمهورية اليمنية، وتسهّل من نقلهم للمعلومات إلى ضباط أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية بشكل سري.

الغطاء الدبلوماسي والإنساني لعمل الشبكة
وعملت المخابرات الأمريكية وتحت غطاء العمل الدبلوماسي في سفارة واشنطن لدى صنعاء، بزرع عناصرها في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية وفي المنظمات الدولية والمدنية وحتى لدى الشركات التجارية الخاصة، وجمعت معلومات في كل نواحي الحياة لدى الشعب اليمني، في رصد الحياة السياسية، والجانب العسكري، وجانب الأمن، والجانب الاقتصادي والتجاري، والصحة ونشر الأمراض، والتبشير والتنصير والأديان الأخرى مثل البهائية، وفي المجال الزراعي ونشر الأوبئة، ونشر الأمراض الزراعية، ومجال المياه، والحقوق والحريات والشباب، وأخلاقيا ونشر الفساد الأخلاقي، والمناهج الدراسية والتعليم، والحياة الإعلامية، والحياة الاجتماعية والمشايخ والقبائل ومسؤولي الدولة والمؤسسات العامة والخاصة، والمجتمع المدني، وحتى الاهتمام بالحشد الشعبي في المولد النبوي الشريف ويؤكد وزير الداخلية اللواء عبدالكريم أمير الدين الحوثي خلال اجتماع مع قادة الأجهزة الأمنية، عقب الإعلان عن هذا الإنجاز الحصول على آلاف الوثائق ذات العلاقة بالشبكة وأنشطتها التجسسية كانت بحوزة أعضاء الخلية، مشيرا إلى أنه خلال الفترة المقبلة سيتم الكشف عن التفاصيل الكاملة عن دور السفارة الأمريكية وفضح الوكالة الأمريكية للتنمية.

وفي انتصار أخلاقي لصنعاء يؤكد وزير الداخلية أن إجراءات التحقيق مع أفراد الشبكة تمت وفق النظام والقانون ولم تستخدم فيها أي أساليب لا تليق بأخلاق الإسلام ومبادئه وقيمه وبما يتنافى مع تكريم الله للناس، منوها إلى أن هذا الإنجاز هو انتصار لكل المستضعفين في العالم على الاستكبار العالمي الأمريكي والإجرام الصهيوني وخصوصا في اليمن وفلسطين.

من جهته يشير الفريق الرويشان أن الولايات المتحدة بأجهزتها الاستخباراتية وكذا منظمات أممية عملت تحت الغطاء الدبلوماسي والعمل الإنساني لأعمال استخباراتية معادية، مضيفا أنه من خلال اعترافات عناصر الخلية يتضح أن هناك نشاطا استخباراتيا معادي يعمل باستراتيجية طويلة تستهدف تغيير البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية للشعب اليمني على المدى الطويل.

ويؤكد أن هذه الاستراتيجية طويلة المدى تتبعها المخابرات الأمريكية والمخابرات الإسرائيلية في الانهيار التدريجي للدول والأنظمة وحتى الشعوب، وإخضاع وجعل الشعوب مع أنظمتها تابعة للسيطرة الأمريكية والإسرائيلية عبر هذه الأنشطة التجسسية.

ويوضح الرويشان أن الجهود التي بذلت في تجنيد هذه الخلية، منذ فترة طويلة، وبالنظر إلى تواريخ تجنيد هذه الخلية يشير إلى أن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية تعمل بشكل “دائم” منذ فترة طويلة من الزمن، وفقدت هذه السيطرة بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م.

إنجاز يحسب لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر
كما أن هذا النصر الأمني تحقق بفضل الإرادة السياسية والعمل المنظم والتنسيق المتكامل بعد الثورة، ويقول الفريق الرويشان إن الفرق بين قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وما بعدها، هي الإرادة السياسية لم تكن متوفرة قبل الثورة لدى النظام السابق، وكذلك الإدارة الاستخباراتية لم تكن مستقلة والذي تغير بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر أن هناك إرادة سياسية لمقاومة هذه الأنشطة وهناك إدارة استخباراتية مستقلة ومنسقة فيما بينها.

ويضيف الرويشان: إنه بعد ثورة 21 سبتمبر كان هناك إرادة سياسية لمقاومة النشاط الاستخباراتي المعادي بخلاف المرحلة السابقة للثورة، موضحاً أن السفارة الأمريكية اعتمدت على الشبكات التجسسية بعد مغادرتها للعاصمة صنعاء في 2015.

وإذ يشير إلى “أنه منذ 2014 نواجه عدوانا إقليميا دوليا تمت مواجهته بإرادة شعبية، وطوفان الأقصى جاء ليظهر حالة العداء تجاه الولايات المتحدة، يؤكد الرويشان “أن الإنجاز اليوم يرسل رسالة للأمريكي والإسرائيلي أن اليمن ماضٍ وثابت في الانتصار لقضايا أمته وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية لديها الكثير من المعلومات وسيستمر نشر التفاصيل في الأيام القادمة وسيتم الإعلان عن خلايا استخباراتية جديدة.

وحول مزاعم واشنطن التي تدعي فيها أن أعضاء الشبكة يعملون في منظمات دولية، يؤكد الرويشان أن العمل الإنساني العالمي مسيطر عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأجهزتها الاستخبارية لتمرير الخطط والأهداف الأمريكية، وبالتالي فإن الغطاء الإنساني والإغاثي والحقوق والحريات هو مجرد غطاء لأعمال استخباراتية معادية تحقق مصالح واشنطن.

هذا الإنجاز غير المسبوق لاقى ارتياحا شعبيا ورسميا كبيرا حيث باركته مختلف الجهات الرسمية والمكونات السياسية والاجتماعية المختلفة، مؤكدة “أن نجاح هذه العملية وما سبقها إنجازاً أمنياً كبيراً وتتويجاً للانتصارات الأمنية والعسكرية المتلاحقة، وانتصاراً لإرادة الشعب اليمني الحرة في معركة التصدي للعدوان والمخططات الصهيونية الأمريكية البريطانية على بلادنا، مهنئة هذا الانتصار المشرف، الذي يليق بحجم التضحيات العظيمة، وفي إطار رد الاعتبار لدماء الشهداء والجرحى وتضحيات الشعب اليمني وصموده منذ اليوم الأول للعدوان وصولاً لكشف تلك الخلايا الإجرامية التجسسية الخطيرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى