كتابات

لماذا نحيي يوم الولاية بعد هذه القرون؟

مقال ....

#الإعلام_الأمني_اليمني
9 أغسطس 2020م

‏ || مقالات ||
قد يتساءل الكثيرُ عن ما أهميّة إحياء ولاية الإمام علي -عليه السلام- وإحياء يوم الغدير رغم أن الإمام علياً لم يعد بيننا؟!
ويضيف هؤلاء: نحن نعم مثلكم مؤمنون بأن رسول الله -صلوات الله عليه وآله- قد نصب عليًّا خليفة من بعده، وحصل في الأُمَّــة ما حصل من مخالفة أمر النبي، لكن ما الفائدة التي تجنوها من إحياء الماضي وتلك أُمَّـة قد خلت ونحن في مشاكلنا الاقتصادية والسياسية… إلخ؟!
أليس هذا ما نسمعه غالباً؟!
إليكم الجواب:-
إحياء يوم الغدير هو إحياء لأمر الله تعالى الذي أمر النبي أن يبلغ الناس جميعاً بأنه اختار الإمام عليًّا خليفة للمؤمنين من بعد رسول الله، وعندما وجد رسول الله في نفسه تحرّجاً من إعلان ابن عمه وزوج ابنته خليفة من بعده، أنزل الله الآية: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ، وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ، إِنَّ الله لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).
ومعروف عن آيات القرآن الكريم أنها صالحة لكل زمان ومكان، فهل يعقل أن يكون الخطابُ الرباني في آية التبليغ خطاباً مؤقتاً فقط ويخص أُمَّـة دون أُمَّـة؟!
والله تعالى جل في علاه وحاشاه، هل يمكن أن يكون اختار الإمام علياً خليفة من بعد رسول الله فقط لأنه من بني هاشم أَو لأنه ابن عم النبي وصنوه؟!
فالله تعالى أعلم بمن هو أجدر بقيادة شئون الأُمَّــة، وهو أكملُ الناس وأزكاهم وأطهرهم بعد النبي -صلوات الله عليه وآله- وهو الإمام علي –عليه السلام-، فمن هنا علينا أن نفهم ونعي جيِّدًا شروط ولاية الأمر في الإسلام، الشروط التي يجب أن تتوفر في كُـلِّ قادة الأُمَّــة، وهي العلم والإلمام الكامل بكل المجالات السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية، ولن تجد قائداً بهذه المواصفات سوى قائد مرتبط بمنهج رباني قرآني محمدي علوي.
للأسف انحراف الأُمَّــة عن منهج ولاية يوم الغدير هو ما أوصلها بأن يتولى شئونها شخص مثل معاوية ومثل يزيد بن معاوية قاتل ابن بنت رسول الله، وغيرهم من الولاة الظالمين الفجرة اللذين لا يفقهون من أمور الدين ولا من أمور الدنيا شيئاً، وكلُّ همهم هو البقاء على كراسيهم وتولية أقربائهم وجمع الأموال وإن كان هذا على حساب كرامة الأُمَّــة جمعاء، وإن ظلت أوطانهم تحت الهيمنة والسيطرة والذل والامتهان.
على سبيل المثال دعونا ننتقل إلى واقعنا، ما الذي أوصل اليمنيين بأن يتولى أمورهم في فترة من فترات الدهر شخصٌ مثل الدنبوع ليكون ولي أمرهم؟! أَو شخص مثل عفاش الذي فرّط في كرامة أبناء اليمن وفرط في أراضيه وأدخل اليمن تحت ولاية آل سعود الذين هم بدورهم تحت ولاية أمريكا وإسرائيل وبإجماع الجميع بما فيهم السعوديون أنفسهم يعترفون بأنهم لا يستطيعون أن يقولوا للأمريكي أَو الصهيوني: لا؟!
ما الذي جعل دول الخليج على سبيل المثال مُجَـرّد عبيد خانعين تحت سيطرة الأمريكي والبريطاني، بالرغم من أن الله وهبهم كُـلَّ مقومات النهضة والعزة، ووهبهم الثروات النفطية؟!
ما الذي ينقصهم حتى يكونوا دولاً عظمى لها صوتها لا يستطيع أحد فرض هيمنته عليهم؟!
قد قالها الشهيد القائد الحسين بن بدر الدين الحوثي: من يرفض ولاية الإمام علي وولاية من أمرنا الله بتوليهم سيكون البديل ولاية اليهود والنصارى، فهم من سيتحكمون في زمام الأُمَّــة وهم من سيعينون هذا رئيسًا وهذا وزيرًا وهم من سيسعون لإفساد كُـلّ مؤسّسات الدولة لتقديم أسوأ النماذج عن الدولة المسلمة، هم من يسعون لنشر الظلم والفساد؛ لأجل أن يسمعوا عبارات أن اليهودَ أفضلُ.
ألسنا نحن من ندعو الله يوميًّا بأن يرزقنا دولة كريمة عزيزة؟! ولكن كما يعلم الجميع فالدعاء وحدَه بدون عمل لا يجدي ولن يستجاب، فالدولة الكريمة القوية العزيزة والعادلة والمكتفية ذاتيًّا والمستقلة لن تتحقّق إلا بفهم منهج الولاية، ولنا في الجمهورية الإسلامية إيران مثل حيّ، أليست إيران من أقوى البلدان الإسلامية؟! أليست أمريكا وبنو صهيون يهابون منها ومن قوتها ومن تطورها في مجال التصنيع العسكري والنهضة الزراعية وغيرها من مجالات الصناعات؟!
إيران الخميني ألم تتولى الإمام علياً وتفهم معنى أن تكون دولة لها كيانها وليست ألعوبة بيد أعدائها؟! وكذلك حزب الله اللبناني قدّم أروع الأمثلة في البسالة والشجاعة الحيدرية ويضرب له العدوّ ألف حساب فقط؛ لأنه يوالي الإمام عليًّا -عليه السلام-.
ألم تقم الدنيا ولم تقعد ضد الأنصار في اليمن منذ إعلانهم شعار البراءة من أعداء الله ومولاة أوليائه؟!
وهذا مؤشر يؤكّـد أن العدوَّ يدرك جيِّدًا ما معنى أن تعود الأُمَّــة لثقافة الاتباع والتولي لأولياء الله.
الغدير هو ثقافة ومنهج خالد لكل الأُمَّــة ليتعلموا منه مواصفات ولي أمرهم، الغدير هو ثقافة القرآن الكريم الذي أنزله من هو أعلم بشئون الأُمَّــة وليس ثقافة وليدة يومها ولا ثقافة مؤقتة، بل هي منهج خالد به تعتز الأُمَّــة وتقوى شوكتها وتستطيع مواجهة أعدائها وتقرأ نفسياتهم من خلال القرآن.
ولهذا علينا أن نعرف أن العدوَّ حاول تغييب هذه الثقافة وطمسها واستهدافها في العقود الماضية؛ لأنه يعرف جيِّدًا أنها تشكل خطراً عليه، وأن التولي لقيادة ربانية معناها أن كُـلّ مخطّطاتهم ستبوء بالفشل الذريع.
في اليمن صواريخنا تولت عليًّا وطائراتنا كذلك تولت عليًّا، رئيسنا الشهيد الصماد تولى عليًّا حتى نال الشهادة على دربه، في اليمن عشرات الآلاف من الشهداء تولوا عليًّا وساروا على دربه والتحقوا بركبه في اليمن، ضرب المجاهدون بطولات أُسطورية تتحدث عنها الأجيال القادمة وقدموا نماذج راقية من التضحيات والأخلاق النادرة، في اليمن لا تجد مرتزِقاً واحداً يقاتل مع المعتدي والمحتلّ يعرف جيِّدًا من هو الإمام علي ويعرف من هو الإمام الحسين وما هي كربلاء وما هي ثمرة التولي لمن اختارهم الله..
علي فاصل بين الحق والباطل، فالحق معه حيثما كان ومسيرتنا القرآنية وقاداتنا النجوم من آل بدر الدين، الشهيد القائد الحسين بن بدر الدين، والسيد عبدالملك بن بدر الدين، هما إحدى ثمار تولي هذا الشعب لمعلمه الأول الإمام علي –عليه السلام-، فتولينا لعلي وإحياؤنا ليوم الغدير وفهم معانيه هو شرف لنا وفخر لنا وعز لنا، ولن نجد يمنيًّا حرًّا لا يحب عليًّا ولا يواليه.
اللهم إنا نتولاك ونتولى نبيك ونتولى الإمام عليًّا ونتولى من أمرتنا بتوليهم، اللهم إنا نبرأ إليك من أعدائك وأعداء رسولك وأعداء الإمام علي وأعداء من أمرتنا بتوليهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى