آل سعود يستهدفون الهوية الإسلامية ويدمرون تاريخ مكة وينسفون جبالها..تطوير يهز القدسية والوقار
#الإعلام_الأمني_اليمني
17 ربيع الأول 1441 هـ
14 نوفمبر 2019 م
تقرير ……..
تعتبر مكة المكرمة أول محمية على وجه الأرض، وإذا كانت المحميات الطبيعية في باقي مناطق العالم تخضع لقوانين تمنع الإضرار ببيئتها فإن مكة المكرمة محمية ربانية حرمها الله تعالى يوم خلق السموات والأرض، وجاء هذا التحريم في قوله عز وجل } إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ{ [النمل: 91]
كما جاء التحريم واضحا يوم فتح مكة عندما وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخطب في الناس قائلا: «إِنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ اللهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ الْقِتَالُ فِيهِ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَمْ يَحِلَّ لِي إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلَا يَلْتَقِطُ إِلَّا مَنْ عَرَّفَهَا، وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهَا»، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِلَّا الْإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَلِبُيُوتِهِمْ، فَقَالَ: «إِلَّا الْإِذْخِرَ».
لكن ورغم أن الله ورسوله شملا بالتحريم كل مكة مسجدا وفلوات وجبال وبيئة إلا إن النظام السعودي ضرب بهذا التحريم عرض الحائط ويقوم منذ سنوات بنزع الملكيات المحيطة بالحرم المكي وهدمها ووصل الأمر إلى أوجه حالياً، ومن زار مكة مؤخراً بعد فترة من الغياب سيصاب بالرعب من حجم الدمار والهدم في كل مكان، حيث تم تدمير 9 أحياء بكاملها من الأحياء التي كانت يوماً تحيط بالمسجد الحرام، ونسفت جبال كانت تحيط بالحرم وورد ذكرها في كتب السيرة والمغازي وكانت ثابتة منذ أن خلق الله السماوات والأرض، وكل هذا لا يتم من أجل توسعة الحرم، كما يدعي آل سعود، وإنما لإقامة مشاريع استثمارية خاصة بأمراء آل سعود الذين يسعون لتحويل مكة المكرمة إلى مدينة سياحية.
بئر معطلة وقصر مشيد
انتقلت الوهابية والنظام السعودي من سياسة الهدم الانتقائي للآثار والمزارات الدينية التاريخية في مكة والبقاع المقدسة إلى سياسة الهدم والإزالة الكلية وفي فوضى خضم هذه السياسة التدميرية الشاملة ضاعت الكثير من المواقع الأثرية المهمة ولم يبق من آثار النبوة في مكة المكرمة إلا مواضع معدودة تنتظر دورها المرسوم في أجندات وسيناريوهات سياسة الهدم والإزالة التي تجتهد الوهابية ونظام آل سعود لتنفيذها وتحويل تاريخ الإسلام الأول إلى أسطورة بزوال شواهده ومعالمه المادية.
ومن أجل ذلك شرعت السلطات السعودية بتهيئة مكة القديمة كلها لتكون محطة للسياحة الموسمية حيث قامت بإخلاء المنطقة المحيطة بالحرم من النسيج الاجتماعي الطبيعي وإحلال مشاريع فندقية ضخمة حوله وعلى امتداد المنطقة وصولاً إلى الخط الدائري الثالث، وتم اعتماد إنشاء 64 برجاً شاهقاً ستضم فنادق ومساكن لرواد السياحة الدينية.
فنادق عالمية
وحرصاً على راحة السياح تضم الأبراج القائمة والأبراج التي ستنشأ فروعاً متعددة لفنادق عالمية مثل “الفيرمونت وبولمان وهيلتون وموفمبيك وشيراتون وغيرها” وبالإضافة لكل هذا التغريب الذي يستهدف المدينة المقدسة فإن الطراز العمراني الجديد الذي يزداد اتساعا في مكة يعتمد خليطاً غير مفهوم الهوية لا يمت للعمارة الإسلامية بصلة، وتنصل منه كبار المعماريين الغربيين معتبرين أنه يمثل أكبر إهانة للمسلمين لو كانوا يعقلون.
كما قامت السلطات السعودية بهدم وإزالة أسواق تاريخية كانت على مدى قرون أسواقا لأهل مكة وزوراها وحجاج بيت الله، تشهد مكة المكرمة اليوم افتتاح سلاسل المتاجر العالمية كماركس آند سبنسر ومحلات باريس هيلتون التي تفاخرت بافتتاح محلها في مكة المكرمة وستاربكس وغيرها.
استهداف بئر زمزم
أشارت دراسات جيولوجية قام بها خبراء ومهتمون إلى إن إقدام النظام السعودي على نسف الجبال وتذليل طبوغرافية الأرض المقدسة وحفر الأساسات العميقة في مواقع حساسة تمثل كوارث حقيقية وستؤدي إلى تجفيف بئر زمزم والآبار الأخرى نظراً لمرور مسارات ومنابع المياه لـ(زمزم والآبار النبوية) على مسافات قريبة نسبياً من مستوى الأرض.
كما أدت عملية نسف الجبال واستخدام مواد كيميائية أثناء الحفر عميقا لأساسات الأبراج إلى تعرض الحوض المائي الطبيعي لزمزم والآبار النبوية الأخرى لتلوث خطير، ونظراً لما أصاب بئر زمزم من تلوث قرروا معالجتها، فأصبحت مياه البئر تعالج بوسائل كيميائية وفيزيائية تزيل خواصها الطبيعية تماماً بحيث لا تختلف عن ماء الصنبور العادي.
وكل هذه الفوضى والدمار يتم من أجل تحقيق أهداف الوهابية وفي سبيل تكريس مكة المكرمة كسلعة تجارية تحقق لأمراء آل سعود وللمتنفذين من أصحاب رؤوس الأموال أرباحاً اقتصادية، وتساعد في تطبيق شروط العولمة التجارية وسياسة الانفتاح التي يقودها محمد بن سلمان حتى لو كان المقابل زوال التاريخ والنسيج الاجتماعي وتدمير البيئة ونسف الجبال المحرمة وخراب زمزم، وفقدان الروحانية والهوية