#الإعلام_الأمني_اليمني
21 ابريل 2021م
” الشهيد الصماد أخ عزيز، و رفيق درب في كل المراحل الماضية” .. بهذه الكلمتين يخلص السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي مسيرة الشهيد الرئيس صالح الصماد الجهادية ودوره القيادي ضمن المشروع القرآني والشهيد الرئيس الصماد (رحمه الله) هو واحد من العظماء الذين تخرجوا من مدرسة المسيرة القرآنية فهو تلميذ الشهيد القائد (رضوان الله عليه). كما برز طوال مشواره الجهادي شخصية قرآنية متكاملة، ورجل مسؤولية من الطراز الرفيع وسجل الكثير من المواقف البارزة التي جعلت منه واحداً من أبرز القيادات الميدانية في المسيرة القرآنية عسكريا وثقافيا بيد أنه كان أكثر التصاقا بمحاضرات الشهيد القائد تفهما واستيعابا وتطبيقا فتفتحت أمامه آفاق المعرفة وامتلك وعيا ثقافيا وسياسيا كبيرا إلى جانب ما وهبه الله من ذكاء وبلاغة وقوة منطق وكان كلما تحدث يأسر الألباب بمنطقه القرآني واسلوبه الفريد.
ولنترك الحديث عن شهدينا العظيم لخير من يتحدث عنه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) حيث يقول في كلمته خلال تشييع الشهيد الصماد (رحمه الله) وهو يتحدث عن علاقته بالشهيد الصماد باعتباره رفيق درب وأخ عزيز:
(( أخونا العزيز الشهيد الرئيس صالح علي الصماد (رحمة الله تغشاه) هو بالنسبة لنا أخ عزيز، و رفيق درب في كل المراحل الماضية، ولكن لا يتسع لنا الحديث لنتحدث عن المراحل الماضية، يمكن أن نتحدث عنه في هذه المرحلة القريبة.
الشهيد الصماد في موقع المسؤولية:
كما تحدث السيد عبد الملك عن دور الشهيد الصماد وهو في موقع المسؤولية يقول:
((منذ أن أصبح رئيسا للمجلس السياسي الأعلى، الرئيس الصماد رحمة الله تغشاه منذ البداية عندما وقع الاختيار عليه في أن يكون هو من يرأس المجلس السياسي الأعلى بالتوافق، لم يتحمل هذه المسؤولية من واقع الطمع والشغف بالسلطة ولهث وراء المنصب، وهو منذ اللحظة الأولى كان يطلب منا أن نكلف غيره، أن نختار غيره، أن ننظر غيره، [وإذا أردتم اختيار أي شخص، أو ترون في أي شخص أنه أجدر فأنا أرغب بأن تختاروه بدلاً عني]، فلم يكن ذلك اللاهث وراء السلطة، أو الطامع في المنصب، وهذه حالة إيجابية وإيمانية وعظيمة يمتاز بها كل الرجال الصالحين الأوفياء.
وعندما تحمل هذه المسؤولية تحملها بدافع إيماني، بتواضع، واهتمام كبير وكنا على تواصل مستمر به، نناقش معه الكثير من المسائل والقضايا، وامتاز بعدة مواصفات في أدائه لهذه المسؤولية، نحن مع ما بيننا وبينه من صلات وأواصر وروابط عظيمة تتيح لنا أن نعرفه أو نعرف أي تغير يطرأ في نفسيته أو في مشاعره، أو في واقعه السلوكي والعملي، بيننا وبينه أخوة وروابط قوية وعميقة ومعرفة كبيرة جدا، لم نلمس أو نلحظ فيه أي مشاعر من مشاعر السلطة والزهو بالموقع والمنصب، أبدا، كنا نرى فيه ذلك الصماد الذي نعرفه من أيام نشاطه في صعدة، إلى أيام تحركه في صنعاء، من أيام هو يعمل في العمل الثقافي، من أيام هو ينشط في شتى المجالات، من أيام شِعب بني معاذ، إلى حين أصبح في دار الرئاسة، تلك الروحية المستمرة المطبوعة بطابع الإيمان والتقوى، بروحانيته تلك التي كانت تدفعه ما إن يُذَكّر بشيء من كتاب الله أو توجه إليه النصائح، أو ينبه على مواضيع حساسة إلا وذرف دموع الخشية من الله سبحانه وتعالى، فلم يزهُ بالسلطة، لم تتغير مشاعره فيصبح مفتخرا ومتغطرسا وطاغيا، كما هو حال الكثير من الناس، البعض بمجرد أن يتبوأ منصبا في أي مستوى من المستويات، خلاص ما عاد يتماسك، يصبح حسب تعبيرنا المحلي [منخط] من التعبيرات المحلية في بلدنا اليمن، [ينخط] أو بحسب المثل [يسكر من زبيبة].
الشهيد الصماد والحفاظ على روحيته الجهادية
أما هو فكان ذلك الأخ العزيز الذي حافظ على روحيته الإيمانية، وعلاقته بالله سبحانه وتعالى، وخشيته من الله، وتواضعه، إن ذُكَّر استعبر وتذكر، إن نصح تأثر، وهكذا يعني، إنسان تقي حافظ على روحيته، لم تتغير روحيته، فيصبح مغرورا، نحن عرفنا في مشوار حياتنا الكثير من الناس، سواء في المراحل الماضية، أو في الوقت الراهن، ممن يعميهم الغرور، إذا أصبح لهم مكانة وأهمية، يشار إليهم بالبنان، يحظون بالمكانة الاجتماعية والسياسية، فأول ميزة من ميزاته أنه لم يطغَ في السلطة، ولم يزهُ بالسلطة، ولم تغير مسؤوليته وموقعه في المسؤولية لم يغير من مشاعره، ومن واقعه النفسي والسلوكي، هذه إيجابية كبيرة ومهمة، الآخرين كما قال الله: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾ كثير من الناس يُصاب بآفة الطغيان، فهو حافظ على روحيته الإيمانية هو ذلك الذي حافظ على علاقته الوطيدة والوثيقة بالقرآن الكريم، كانت له علاقة حميمية بالقرآن، يحفظ القرآن يتلو القرآن يكثر من تلاوة القرآن وارتباط وجداني عميق ومؤثر في القرآن الكريم.
الشهيد الصماد لقي الله شهيداً نظيفاً عزيزاً
الرئيس الصماد منذ أن تبوأ هذه المسؤولية ووصل إلى هذا الموقع في المسؤولية لم يكن همه ولم يسعى فعلياً وعملياً إلى أن يحصل من وراء هذا المنصب على أي مكاسب مادية، فلا هو أصبح صاحب أرصدة في البنوك ولا أصبح له مؤسسات وشركات تجارية، وليس له قصور ولا فلاّت ولا منشآت ترفيهية ولا أي شيء أبداً
وفعلاً له الشرف وله الفضل – وهو أبو الفضل هذه كنيته – له الفضل وله الشرف أنه لقي الله شهيداً نظيفاً عزيزاً
الشهيد الصماد هو تشرّف وفاز وأفلح أن لقي الله نزيهاً لم يسرق على هذا الشعب لا فلساً ولا قطعة أرض ولم يجني من موقعه في المسؤولية أي مكاسب مادية على حساب هذا الشعب أبداً، هذا شرف وهذا هو النموذج الراقي، هذا هو النموذج الراقي الذي تقدمه المدرسة التي ينتمي إليها الرئيس الشهيد الصماد-رحمة الله تغشاه- مدرسة علي بن أبي طالب, مدرسة الإسلام المحمدي الأصيل التي لا تجعل للسلطة في أعلى موقع فيها قيمة الحذاء, قيمة النعل, إذا لم تكن وسيلة لإحقاق حق وإماتة باطل وخدمة الأمة
أيضاً النموذج الذي يهمه أن يضحي بنفسه من موقعه في المسؤولية في خدمة شعبه كيف يفعل الآخرون الذين ينتمون إلى مدرسة الطغيان، الذين ينتمون إلى مدرسة الطغيان يستعد أن يضحي بشعبه بكله من أجل منصبه من أجل سلطته من أجل مصالحه الشخصية ألا نرى اليوم المرتزقة ! ألا يقدمون هذا النموذج ! ما عنده مشكله يقل لك يا أخي طبيعي يقتل 24 مليون ويبقى مليون24 مليون يقتلوا يقل لك يُقضَى على معظم الشعب اليمني المهم يصل إلى السلطة، أما هذا فهو يذهب ينزل إلى الميدان وهو كان في غاية القرب من الناس وهذه ميزة كبيرة يحرص على أن يكون قريباً من الناس كثير اللقاء بهم كثير التحدث إليهم كثير التفقد لهم والتلمس لأحوالهم، ويعيش معهم أوجاعهم و آلامهم.
ينزل إلى الساحة من موقعه في المسؤولية وهو يدرك أن مخاطر الاستهداف قائمة في كل الأحوال والظروف وأنه حينما ينزل إلى أي محافظة من المتوقع ألا يعود ولذلك من وقت مبكر هو كان قد أعد وصيته وكتبها وأعد نفسه للشهادة، فيتحرك وهو يتوقعها في كل اللحظات.))