من أبعاد قرار أمريكا بتصنيف ((أنصار الله)) في قائمة الإرهاب
| كتابات | عبدالله السوطي
حينما نجد أن اغنى دولة على مستوى العالم والتي تملك رأس المال والإحتياط النقدي العالمي، تسعى لتصنيف أفقر دولة على مستوى العالم من الناحية المالية والمادية “بالإرهاب”، نتأمل الفارق الكبير بين امكانيات الدولتين ، فنجده معكوساً، على المستوى القيمي والمبدئي والأخلاقي، فأفقر دولة على مستوى العالم من الناحية القيمية والمبدئية والأخلاقية، تصنف أغنى دولة على مستوى العالم في المبادئ والقيم والإنسانية والأخلاق، بالمصطلح العائم والممقوت المسمى “بالإرهاب”، يبدو أن للتدبير الإلهي وسنن الله في خلقه دور بارز ومركزي فيما يخص هذا الموضوع، والمشكلة الكبرى أن اليهود وحتى الأمريكا لديهم وعي ومعرفة بالسنن الإلهية، ويعرفون وعندهم علم قطعي وعلى يقين يمتد في كل مراحل التاريخ ، أن قمة الإستكبار وقمة الطغيان ورأس الهيمنة والتسلط في العالم، لا ولن يكون زواله ونكاله وهزيمتة إلا على أيدي المستضعفين في هذا العالم ممن يمتلكون مقومات القيادة المحمدية والمنهجية القرآنية، هذا شي معلوم ومسلّم به عند ساسة ورهبان اليهود ، ومعرفتهم هذه هي أكثر مايدفعهم للحذر والخشية والرهبة من اولآئك المستضعفين ومن قياداتهم الذين قاموا مؤخراً بتصنيفهم “إرهابيين”، لاحظنا ذلك حتى قبل هذا التصنيف العبثي، سواءً في صحفهم العبرية والإسرائيلية التي كثر قلقها ويزداد يوماً بعد آخر أو مايعبرون عنه في التصريحات التلفزيونية حول اليمن والصفعة المدوية القادمة لهم منه..
أعرب نتنياهو عن قلقة مباشرةً بعد إنتصار ثورة ٢١ من سبتمبر بأيام، وفي ذات الوقت لايتحدثون كثيرا عن قلقهم من إيران وهي على رأس محور المقاومة رغم التهديدات التي تطلقها، والمناورات العسكرية والطاقة الذرية التي يدعون سعي ايران لامتلاكها، بينما يحتل القلق والتوجس من اليمن وبالأخص حركة ((أنصار الله)) حيزا كبيرا في نفوسهم ووسائل إعلامهم، وتهديد واحد اطلقة السيد القائد/ عبدالملك الحوثي في مناسبة المولد النبوي للعام ١٤٤١ هجرية، حسبت له إسرائيل ألف ألف حساب، ومن المؤكد أنها لازالت حتى اليوم تترقب وقوع ذلك التهديد.
وقد لقي قرار ادارة ترامب المنتهية الصلاحية بتصنيف ((أنصار الله)) جماعة ارهابية انتقادات واسعة ورفض وتنديد من قبل المنظمات الإنسانية الدولية او التابعة للأمم متحدة وكذا من الكثيرين من أعضاءمجلس النواب الأمريكي، الذين يرون أن ترامب ورطهم بقراره هذا في أيامه الأخيرة في البيت الأبيض، كرد فعل انتقامي على اسقاط حكمه.
ونعتقد أن ما بعد ذلك القرار ليس كما قبلة، بالنسبة لمعركة الأنصار ضد أدوات امريكا، فإذا كان هذا القرار ايذانا بدخول الامريكان في حرب مباشرة مع اليمن وليست عبر وكلائهم فهذا ما كان ولا زال انصار الله يسعون للوصول اليه منذ ان اطلق #الشهيد_القائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله تعالى عليه) المشروع القرآني التحرري ، وهو ما دعى اليه #السيد_القائد / عبدالملك بدرالدين، حينما قال في إحدى خطاباته (( كنا نتمنى من الظام السعودي والنظام الإماراتي أن يتركونا في مواجهة مباشرة مع أمريكا، ونحن نعرف نقاط ضعهم ))، والسيد القائد يعرف نقطة الضعف الحساسة التي لدى أمريكا وإسرائيل، وسيكون بأذن الله على إثر ذلك زوالهم وهزيمتهم.