الرئيس المشاط يوجه خطاباً للشعب اليمني بمناسبة العيد الـ 53 للاستقلال 30 نوفمبر
#وزارة_الداخلية
#الإعلام_الأمني_اليمني
29 نوفمبر 2020م
صنعاء – سبأ :
وجه فخامة الأخ المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، مساء اليوم، خطاباً إلى أبناء الشعب اليمني بمناسبة العيد الـ 53 للاستقلال المجيد 30 نوفمبر.
فيما يلي نص الخطاب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد الأمين وعلى اله الطيبين الطاهرين وارض اللهم عن صحابته المنتجبين أما بعد
بمناسبة الثلاثين من نوفمبر لهذا العام باسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أتشرف بتقديم خالص التبريكات إلى شعبنا اليمني العظيم (صانع هذا اليوم الأغر، وصانع هذا التاريخ المجيد ماضيا وحاضرا ومستقبلا) كما أهنئ بهذا اليوم الوطني والتاريخي قيادتنا الثورية وإخوتنا وأبناءنا في الجيش واللجان الشعبية، وكل منتسبي الموقف الوطني المناهض للاحتلال من قبائل وأحزاب وعلماء ومشائخ وأعيان وأفراد، كما أبارك لكل منتسبي مؤسسات الدولة في مختلف الأعمال والتخصصات المدنية والعسكرية والأمنية، وكافة الشرفاء والأحرار من أبناء بلدنا العزيز في الداخل والخارج.
أيها الشعب اليمني العظيم
إنه ليحز في النفس أن تحل علينا هذه الذكرى المجيدة وجزءً عزيزاً من تراب الوطن الغالي ما يزال تحت وطأة دولٍ بعضها مع الأسف يقل عمرها بعشرات السنين عن أحدث منزل في كريتر القديمة، أوعن مبنى أول إذاعة في عدن الحبيبة، ويقل أيضاً بعقود طوال عن أقرب فصيل من عصافير سقطرى المتجددة.
هذا شيء مؤسف لا شك.. ومع ذلك فإنه يحق لنا وكل الشرفاء أن نحتفل اليوم بهذه المناسبة المجيدة، وأن نبتهج بها، ونشعر معها بالفخر والاعتزاز، لا لشيء وإنما لأننا والحمد لله نرابط في نفس الخندق الذي رابط فيه أوائلنا ضد الاستعمار الأجنبي، ونسير- أحراراً شامخين – على نفس الطريق التحرري الذي أنتج الثلاثين من نوفمبر.
إن هذا اليوم الأغر هو أحد الأيام المهمة في تاريخنا اليمني، وهو يوم يقدم الدرس والعبرة لمن يعتدون على بلدنا منذ ست سنوات، ويضعهم أمام مآلات هذه الحرب العدوانية على نحو واضح وجلي، ويرسم المشهد الأخير والنهائي لكل مرتزق وعميل، مثلما يكشف عن الاستحقاق التاريخي والرمزية الخالدة والأبدية لكل الأبطال الغيارى الذين يدافعون اليوم عن بلدهم وشعبهم وعن عدالة قضيتهم من موقع المظلومية والمسؤولية والحق الطبيعي في الحرية والاستقلال، ومناهضة الظلم والفساد والإرهاب والاستبداد وبناء الدولة اليمنية التي تعيد الاعتبار لليمن الأرض ولليمن الإنسان بعيدا عن التبعية والارتهان وبعيدا عن الهيمنة والوصاية الخارجية.
إنها بالفعل سنن التاريخ التي لا تتبدل مآلاتها ولا تتخلف نتائجها، ولذلك لا ينبغي لمن يغرق في الباطل أن يكابر أو تأخذه العزة بالإثم ويواصل ما هو فيه من عدوان واحتلال، وأن يدرك بأنه كلما فكر في الاستمرار فإنه فقط يرسم لنفسه نهاية أكثر سوءا، وأن يدرك أيضا بأن أذكى الغزاة والمعتدين في التاريخ وأكثرهم حكمة وشجاعة، هم أولئك الذين يراجعون أنفسهم باكرا، ويتراجعون عن ظلمهم وعدوانهم بشكل سريع ومبكر.
أيها الإخوة والأخوات
إن هذا اليوم الخالد يذكرنا أيضا برحيل آخر جندي بريطاني بعد أن تحولت بريطانيا من الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس إلى جزيرة صغيرة لا تساوي مساحتها سدس مساحة اليمن، ولذلك يكتسب هذا اليوم بالفعل خاصية العبرة والدرس، وخاصية التذكير بحتمية الرحيل لأي غازٍ أو محتل، والتذكير أيضا بسر من أسرار الله التي أودعها في قلب أرضنا الطيبة وأحاط بها شعب اليمن الميمون.
وَإضافة إلى ذلك فإن من بين خصائص يوم الثلاثين من نوفمبر خاصية الفرز والتمييز بين الغث والسمين، وبين الحق والباطل، وبين الوطنية الصحيحة والزائفة، وهو ما يعطي هذا اليوم قدرة فائقة في فضح الخونة والعملاء الذين لا يستطيعون مشاركتكم الاحتفال بهذا اليوم دون أن يتحولوا إلى مسخرة وفضيحة ولا غرو في ذلك وقد حملوا على ظهورهم أصغر محتل في التاريخ وعلى مرأى ومسمع من كل العالم .
أيها الإخوة والأخوات
إن من المهم في هذه المناسبة أن نعرب عن إعتزازنا ببلدنا وشعبنا وأن نعتصم بهويتنا وتاريخنا، ونذكي في قرارة أنفسنا ثقافة السيادة والاستقلال وأن نحولها باستمرار إلى عمل وأمل، وإلى سلوك وموقف وفي هذا السياق أود الإشادة بهذا الوعي العظيم والمتعاظم الذي يملأ ربوع الوطن بشكل عام وأهلنا الكرام في المناطق المحتلة بشكل خاص، وما يأتنا من داخل معسكرات المرتزقة أنفسهم أمر يبشر بالخير ويبعث على التفاؤل، ودليل يجعلنا على يقين بأن اليمن لن يكون إلا حرا أبيا كما أراد له الله لا كما يريد له الخارج .
وأختم في هذه العجالة بهذه النقاط السريعة
أولا – أجدد التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الخالدة لكافة شعبنا اليمني العظيم وأشيد بما يحققه أبطالنا البواسل في القوات المسلحة والأمن من انتصارات مجيدة في مختلف جبهات الجهاد والتحرر وأشد على أيدي القادة والأفراد في ميدان التعبئة وبناء قوات الاحتياط الضاربة والتي بلغت مبلغا يبعث على الفخر والاعتزاز سواء من حيث العدد والعدة أو من حيث جودة البناء والتدريب والتأهيل والتسليح المتطور.
كما أشد على أيدي الجميع في حماية أمن المواطن وسيادة البلد والضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن المواطن وسكينة المجتمع.
ثانيا – نعرب عن عميق الشكر لحكومة الإنقاذ الوطني ومؤسساتها التي تعمل ليل نهار على مصفوفة الإصلاحات الحثيثة وأشد على أيدي الجميع في مواصلة العمل وفق الرؤية الوطنية لبناء الدولة ووضعها موضع التنفيذ وفق التزمين لها.
ثالثا – أبارك لجموع المخدوعين عودتهم إلى حضن الوطن العزيز وأشيد بحالة الوعي المتنامية داخل معسكرات المخدوعين وأحث من تبقى منهم على العودة لمن أراد ومواصلة الأحرار تعاونهم الإيجابي كلا من موقعه خدمة لما من شأنه رفعة اليمن وعزتها وشموخها.
رابعا – نؤكد حرصنا على السلام العادل والواقعي الذي يضمن وقف العدوان ورفع الحصار وضبط الموارد واستئناف صرف المرتبات والإفراج الكلي عن الأسرى، سلاماً يحفظ لليمن قراره الحر والمستقل ويحفظ لشعبنا أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه وحقه الكامل في بناء دولته المدنية العادلة، وفي هذا الاطار نؤكد دعمنا لجهود المبعوث الأممي وانفتاحنا على كل الجهود والمساعي الرامية لوقف الحرب العدوانية ومعالجة آثارها وصولاً إلى استئناف علاقات صحيحة وسليمة مع دول المحيط وكافة دول العالم التي تعترف بها أمتنا المسلمة .. علاقات تقوم على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وحسن الجوار واحترام السيادة.
تحيا الجمهورية اليمنية
المجد والخلود للشهداء
الشفاء للجرحى
الحرية للأسرى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.