حتى لا ننسى ..لقد كانت صنعاء وعواصم المحافظات مسرحاً مفتوحاً لحوادث الاغتيالات، دون أن تحرك السلطات ساكناً، أو يتمعر وجهها خجلاً، ووصل الأمر إلى أن أصبحت حوادث الاغتيالات للعسكريين والإعلاميين والأكاديميين، خبراً يومياً تتناوله وسائل الإعلام. بل وفي ظاهرة هي الأغرب في تاريخ الشعوب بدلاً من أن يخاف المجرم من رجال الأمن، كان رجال الأمن في بلادنا هم من يرتعدون خوفاً من المجرمين، حتى أصبح منتسبو المؤسسة الأمنية والعسكرية، يوارون هوياتهم فلم يكن يجرؤ أحد من رجال الأمن على السير في الشارع مرتدياً زيه العسكري وبالذات أولئك القادة المنتفخي الكروش والذين طالما صموا آذاننا بصليل النياشين المتدلية على صدورهم.
وحتى على كل المستويات كان الأمن غائباً، أو لنقل مغيباً، فلا وجود له في الطرقات التي أُتخمت بالقطاعات، ولا وجود للأمن إذا ما استجار به مظلوم، ووصلنا إلى مرحلة لم يكن يرى فيها المواطن لرجال الأمن ولأقسام الشرطة تحديداً سوى أماكن يرابط فيها مجموعة من المتربصين ينتظرون الداخل إليهم لابتزازه ومضاعفة معاناته.
هكذا كان الأمن في بلدنا، وهكذا كانت الأجهزة الأمنية، ما قبل العام 2014م مع وجود كل الإمكانات المطلوبة وغير المطلوبة.
أما اليوم.. حين توفرت الإرادة، فقد حققت الأجهزة الأمنية من الإنجازات ما يشبه المعجزة، واستطاعت أن ترسخ الأمن في المدن اليمنية التي لايسيطر عليها الاحتلال وأدواته بقدر عجزت عن مضاهاته كثير من البلدان.
حتى.. مع استهداف العدوان للمؤسسة الأمنية. ومع كل خطط أعداء اليمن -الخفية والظاهرة-لزعزعة الأمن في بلادنا، ودعمها اللامحدود لعصابات الإجرام بمختلف تخصصاتها.. استطاعت الأجهزة الأمنية أن تفرض الأمن وتحقق الاستقرار.