تقارير على مدى 3 أعوام أكدت أن تحالف العدوان لم يترك جُرماً إلا وارتكبه في اليمن، ولا أخضراً ولا يابساً إلا واستهدفه وأمعن في ارتكاب الجرائم المروعة وجرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة والأشد خطراً، في ظل تجاهل دولي مريب، جعل من مفهوم حقوق الإنسان أشبه بكوميديا هزلية لعدوان همجي، عجزت الأمم المتحدة عن حماية أو صون الحقوق التي تتغنى بالدفاع عنها. استخدم تحالف العدوان مختلف أنواع الأسلحة والقنابل والذخائر العنقودية المحرمة دولياً في انتهاك صريح وواضح للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
تزايدت الانتهاكات على مدى 3 أعوام من العدوان، فحُرم اليمنيون من حقهم في العيش بأمان، وشردوا من مساكنهم، وتلوّثت مصادر المياه والأراضي الزراعية بسبب الأسلحة المحرمة دولياً وتفشت الأمراض والأوبئة بصورة غير مسبوقة على مستوى العالم. كما حُرم المواطنون من حقهم في الحصول على مصدر الدخل ما أدى إلى تدهور مستوى المعيشة وانتشار المجاعات وسوء التغذية، كذا عدم حصولهم على المياه النظيفة بالإضافة إلى حرمانهم من السفر وكل ذلك يندرج تحت إطار انتهاك القانون الخاص بحق الإنسان في الحياة الكريمة.
بدأ تحالف العدوان بقيادة السعودية في الـ26 من مارس 2015م هجوماً ممنهجاً واسع النطاق على اليمن، حيث استهدفت غاراته الجوية بصورة مباشرة المدنيين ودمرت بشكل متعمد البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة كالمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والمعاهد والجامعات ومخازن وناقلات الأغذية، والحقول الزراعية وصوامع الغلال ومزارع الماشية والمناحل وقوارب الاصطياد ومحطات وناقلات المشتقات النفطية وشبكات الطرق والجسور والحواجز والسدود وآبار المياه وشبكات الكهرباء والاتصالات. كما استهدفت غارات طيران العدوان التراث الإنساني والمعالم والمدن التاريخية، والمطارات والموانئ المدنية وصالات المناسبات ومنازل المواطنين وأماكن تجمعاتهم المشمولة بالحماية الدولية والتي يشكل الاعتداء عليها انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.
ورافق ذلك إخضاع ملايين اليمنيين عمداً لأحوال معيشية صعبة بقصد التجويع والإهلاك من خلال فرض حصار جوي وبري وبحري، وفرض إجراءات مشددة لعرقلة ومنع دخول السفن المحملة بالمواد الأساسية كالأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية والمشتقات النفطية، وغيرها من المواد والاحتياجات الضرورية لبقاء الملايين على قيد الحياة، وصولاً إلى منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.
خلال 3 أعوام منذ بدء العدوان ارتكبت انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان تمثل جميعها انتهاكات لكافة الأعراف والمواثيق والقيم والمبادئ الدولية والإنسانية بما تنطبق بشأنها عقوبات الجرائم المنصوص عليها في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية باعتبارها جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية وجرائم حرب، كما تسببت غارات طيران العدوان في قتل وجرح عشرات الآلاف من المواطنين بينهم آلاف الأطفال والنساء، كما أجبرت الملايين على النزوح القسري والتشرد بحثاً عن الأمان ولقمة العيش.
بالأرقام : انتهاكات تحالف العدوان خلال 3 أعوام:
في هذا الصدد نظمت وزارة حقوق الإنسان، اليوم الأحد، مؤتمر صحفي في صنعاء، نشرت فيه تقرير يوضح انتهاكات تحالف العدوان خلال 3 أعوام، يشمل إحصائية عن حجم الخسائر الإنسانية وغير إنسانية في اليمن جراء العدوان السعودي والحصار بتواطؤ أممي، حيث اعلنت عن 296834 حالة وفاة بشكل غير مباشر نتيجة العدوان.وافادت وزارة حقوق الإنسان، 247000 طفل توفوا بسبب سوء التغذية و17608 وفاة بسبب عدم القدرة على السفر للعلاج، 1200 حالة وفاة بسبب الفشل الكلوي و 2236 حالة وفاة بسبب الكوليرا و450 حالة إجهاض، 2361 توفوا وجرحوا بسبب الأعمال الإجرامية للجماعات المدعومة من العدوان وأضافت وزارة حقوق الإنسان، أن الضحايا المدنيين جراء العمليات المباشرة 38500 قتيل وجريح ومعاق منهم 2949 طفلاً و2060 وامرأة 8979 رجلاً.
وفي سياق استهداف العدوان للقطاع الاقتصادي أوضحت وزارة حقوق الإنسان أن العدوان دمر 271 مصنعا، كما قتل عشرات الصيادين واستهدف 93 مركزاً للإنزال السمكي ودمر 4586 قارب صيد، وحرم أكثر من 50 ألف صياد من ممارسة الصيد في البحرين الاحمر والعربي. كما أشار التقرير أن العدوان دمر 9 مطارات مدنية و 14 ميناء و5000كم من الطرق و95 جسراً، و400 منشأة وشبكة اتصالات حكومية وخاصة و420 منشأه وشبكة ومحطة كهرباء، بالإضافة إلى تدمير 450 منشأة ومحطة وناقلة نفطية وغازية و85 منشأة رياضية..
وفي قطاع الإعلام أشار تقرير وزارة حقوق الإنسان أن العدوان دمر 19 مؤسسة إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية و28 مركز إرسال إذاعي وتلفزيوني وميكرويف، وأكدت إحصائية الوزارة أن العدوان دمر 2641 منشأة تربوية وتعليمية منها 293 تدميراً كلياً و2348 تدميراً جزئياً، ودمر 68 مرفقاً إدارياً تربوياً، كما دمر 23 جامعة حكومية وأهلية كلياً وجزئياً وتدمير 60 معهدا وكلية مجتمع.
وأشارت وزارة حقوق الإنسان أن 2,5 مليون طالب لا يذهبون للمدارس والجامعات نتيجة العدوان.
وفي قطاع الزراعة استهداف 4948 موقعاًَ ومنشأة زراعية بينها 660 مخزناً غذائياً و200 مصنعاً للغذاء و3500 بيتاً زراعياً و1010 حقلاً زراعياً، كما استهدف العدوان 1016 مزرعة للمحاصيل و535 سوقاً مركزياً للمنتجات الزراعية و40 سوقاً زراعياً ريفياً و81 سوقاً فرعياً ومخزناً للتبريد، بالإضافة إلى استهداف العدوان 8010 منشآت مائية و1090 مضخة مياه و10 وحدات طاقة شمسية.
وفيما يخص المستشفيات والمراكز الصحية أوضح التقرير تدمير 420 مستشفى ومرفقاً ومنشأة صحية بين كامل وجزئي وتوقف عن العمل تماماً بنسبة 5 بالمائة, فيما أصبح ألف و300 مرفق صحي يعمل جزئياً، وأوضحت وزارة حقوق الإنسان أن العدوان دمر 600 مسجداً ودمراً 291 منشأة سياحية، كما تضرر 393 موقعاً أثرياً ومعلماً تاريخياً جراء استهداف العدوان.